Sunday, 3 April 2011
شيخ الوحدة:أعلام الأحزاب مجتمعة تشكل قوس قزح*
يحمل قضيته على كتفيه و يتجول في كل مكان يمكن أن تصل فيه رسالته لأحد ما،لا يهمه إن كان البعض سيقولون عنه مجنون أم مريض نفسي أم مهرج وما إلى ذلك من الكلمات التي يسمعها يومياً من ألسنة المارة،فهو قد آمن بقضيته ، و لم يعد يحتمل أن يقف مكتوف اليدين أمام كل ما يجري.
فمنذ أول أيام أحداث الانقسام الداخلي في حزيران 2006 ،رفض ياسر محسين"أبو عمر" بشكل كلي أن يكون طرفاً بأي حزب وكان يحمل رايات الأحزاب جميعاً بيديه على الرغم من رفض الكثيرين لذلك و تعرضه للمهاجمة،البعض يسألونه كيف تحمل رايات الشيوعية مع رايات الإسلام مع رايات العلمانية ، فيجيبهم بكل إيمان إن الدين لله و الوطن للجميع.
وعن بداية هذه الرحلة يقول أبو عمر أنه بينما كان نائماً وجد نفسه يحلم بقوس قزح ،اجتهد كثيراً في تفسير هذا الحلم حتى وصل إلى تفسير أن قوس القزح هذا هو أعلام الأحزاب الفلسطينية مجتمعة فقرر أن يخيط كل رايات الأحزاب و يلبسها شالاً على كتفيه.
ذهب إلى أصحاب القرار في الأحزاب، منهم من وافق على وضع علمه على هذا الشال و منهم من رفض،فجمع الأعلام الموافقه و ذهب إلى احد الخياطين ليساعده في جمعها سوياً معاً لكن الخياط رفض بسبب نظرات الناس من حوله،فعاد أبو عمر للمنزل وحاول خياطتها بنفسه، لكن الخياطة اليدوية كانت تسمح بوجود فجوات بين الأعلام وأبو عمر أراد أن تكون الأحزاب متماسكة و متوحدة من دون فجوات، فذهب إلى خياط آخر واصطحب معه الورقة التي عليها توقيع الأحزاب الموافقة حتى رضي الخياط بحياكة الأعلام سوياُ.
إذاً فهو الآن رجل يتجول في ساحات المدينة المنقسمة على نفسها يحمل على ظهره أعلام كل الأحزاب المتقاتلة وغير المتقاتلة ،الإسلامية و العلمانية و الشيوعية،في أكثر أيام هذه المدينة دموية و حزناً ،أيام حزيران 2006.
ويستذكر "أبو عمر"هذه الأيام قائلاً إنه كان متابعاً حثيثاً للإذاعات المحلية ،لا يلبث أن يعرف أن في مكان ما يحدث اشتباك حتى يكون هو ومن ارتضى منهجه من لجنة الوحدة الوطنية والإسلامية في المكان،وذلك في محاولة لصنع دروع بشرية للفض بين المقتتلين.
و عن مرة أخرى يقول أن خبراً انتشر لدى عائلته أنه مات وذلك حين رآه أحد أفراد العائلة ممداً على الأرض قرب موقع يجري فيه اشتباك شرس بين فتح و حماس.
في الحقيقة لم يكن "شيخ الوحدة"ميتاً و لكنه في تلك اللحظة أو في ذلك اليوم الممتد من الساعة العاشرة صباحاً حتى آذان المغرب لم يكن قادراً على القيام بأي حركة نظراً لشدة الاشتباك. وللتسجيل فقط ،كان ذلك في السادس و العشرين من شهر رمضان2006.
و في مرات أخرى كان أبو عمر و من معه يخرجون في مسيرات لوقف القتال يساعدون فيها من يريد الانسحاب من المعارك الدائرة و يخرجون العائلات من مناطق الاشتباك ،كما كانوا يقومون بنقل الجرحى و المصابين.
و يتحدث أبو عمر عن لجنة الوحدة الوطنية و الإسلامية قائلاً أن اللجنة تضم كل شخص يرغب بالوحدة بشكل حقيقي و ترفض كل من يُنبأ خطابه أنه يشجع حزباً ما على حساب آخر.
كما يواجهه يومياً سؤالاً واحداً يتكرر على الأقل سبع مرات على ألسنة أشخاص مختلفين"إلى أي حزب تنتمي؟" فيجيب شيخ الوحدة"ألا يمكن أن أكون فلسطينياً فقط؟!".
وبالنسبة لردة فعل المجتمع و السياسيين على الدور الذي يقوم به فقد تعرض أبو عمر للتحقيق والسجن و تصله العديد من رسائل التهديد تحوي عبارات مثل:"ودع أهلك اليوم"،"أنت شكلك مستبيع"،"نحن بنعرف كيف ندبرك"،"أنت آخرتك مرمي في منطقة مقطوعة".
بالمقابل فالعديد من الناس يشدون على يديه و يشجعونه على المضي قدماًَ،ويتمنون له التوفيق.
رجل الوحدة يشكو من عدم تواصل الجهات الرسمية و الأحزاب بشكل رسمي و اكتفاءهم بالكلام المعسول .
و عمله لا يقتصر على الأحزاب فقد كان له دورٌ في وقت الخلافات بين عائلتي المصري والكفارنة حين طلبت منه أمه الذهاب إلى هناك بالرغم من إطلاق الرصاص المتبادل بين العائلتين قائلة له:"ماذا تفعل هنا،اذهب هناك و قل كلمة خير".
و في رد على سؤال لنا قال شيخ الوحدة أن أقصى أمانيه رؤية الزهور توزع بين أبناء شعبه بدلاً من الرصاص و الدم،زهوراً يشارك هو في توزيعها....
*نشر بوكالة معاً بتاريخ 19-10-2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment