Tuesday, 5 April 2011

لا مكان للديكاتورية في ظل العولمة


مقال:لنا حجازي

تحاول العديد من الدول أن تنأى بنفسها بعيداً عن العولمة،ظانة أن ذلك مازال بالامكان...
ويرجع الخوف من العولمة لدى العديد من الدول إلى أسباب تتعلق بنظام الحكم فيها الذي غالباً ما يكون دكتاتوري يتبع سياسة تكميم الأفواه ،وهذا ما يصعب تطبيقه في ظل وجود العولمة وكل وسائل الاتصال المتاحة في ظلها.
لكن الحقيقة أن العولمة فرضت نفسها على العالم بحسناتها وسيئاتها وبات من المستحيل الهرب منها.
فوسائل الاتصال الحديثة هيأت للعولمة أرضاً خصبة للنمو والتطور والانتشار والوصول إلى أبعد المناطق في العالم،خاصة مع وجود الانترنت الذي فتح أبواباً واسعة للأفراد للتحدث مباشرة إلى العالم دون الحاجة إلى واسطة الحكومة.
بل و يستطيع الأفراد اليوم كشف فضائح تتعلق بحكوماتهم بابسط الوسائل الالكترونية التي باتت اليوم متاحة لدى اغلب الاشخاص،مثل ما حدث بقضية الفتاة الايرانية(نداء) التي قتلت خلال المظاهرات بايران،وقضية السيارة الدبلوماسية التي هاجمت المتظاهرين بميدان التحرير في مصر...
في ظل المعطيات السابقة... لما مازالت العديد من الدول تحارب العولمة با لرغم من أن بامكانها الاستفادة من مميزاتها حيث يمكنها أن تصبح أكثر تناغماً مع شعوبها خاصة الجيل الصاعد منها؟
كما يمكنها أن تستخم العولمة في نشر ثقافتها و تدعيمها على مستوى العالم بدلاً من الوقوف في وجه التياروالسماح للثقافات الاجنبية أن تأخذ مكان الهوية الثقافة المحلية الآخذة في الاندثار والتدهور.
لم تعد الدكاتورية أمر يمكن أخفاءه أو التظاهر بعكسه،فقد اصبحت اليوم كل الأوراق مكشوفة في ظل عصر العولمة والاتصال،وبات من الافضل لتلك الحكومات أن تراجع نفسها بدلاً من أن ترضى بنشر فضائحها اليومية على شبكة الانترنت ،على مرأى ومسمع من العالم.

No comments:

Post a Comment