Monday, 20 February 2012
شرف البنت عود كبريت وشرف الشاب ولاّعة*
بقلم:لنا حجازي
عندما نسمع أن فتاة قُتلت على خلفية إقامتها علاقة مع أحد الشبان غالباً ما نردد عبارة:"الله لا يردها"...في المقابل لا يخطر في بالنا أن نسأل ماذا حدث للشاب الذي هو طرف مهم من هذه العلاقة...
على الجانب الآخر هناك العديد من القصص التي لا نسمع عنها والتي يحاول فيها الأهالي مداراة الفضيحة وتزويج الفتاة من الشاب ..واحياناً تتم الأمور بهذه الطريقة وفي أحيان أخرى يرفض الشاب الارتباط بالفتاة بدعوى أنها سلّمت نفسها له اليوم وغداً تسلم نفسها لشخص آخر..!
أما هو فلا شيء يدل على انه مر بعلاقة من قبل وبامكانه أن يتزوج من أحسن فتاة في المدينة...
لكن هل هذا صحيح؟
وهل هكذا علمنا ديننا؟
الاسلام أمر بقتل الزانية إن كانت متزوجة،لكن إن لم تكن كذلك فتجلد،ومثل ذلك يفعل بالرجل وإن كان الستر أولى.
فلماذا تركنا هذا وراءنا وأول ما نفكر به هو قتل الفتاة،ولماذا نترك الشاب حر طليق ينعم بحياته ويفعل ما يشاء،حتى لو كان يشكل خطراً على فتيات أخريات؟
في الحقيقة أنا لست مع عبارة"الله لا يردها" ولست مع الخوف من الفضيحة أمام البشر وترك ما أمر به الله...
والسؤال الذي يخطر ببالي الآن هو:"لماذا نفعل ذلك؟"ولماذا يرتبط مفهوم الشرف بالفتاة دون الشاب؟
الجواب بسيط:وهو أن هناك خلل جسيم في هذا المجتمع الذي يجد في نفسه العدالة لمعاقبة النساء دون الرجال وإن اشتركا في نفس الجرم،حتى في القانون هناك ازدواجية في الحكم على ما يسمى"قضايا الشرف"،حيث يستفيد الشاب الذي يقتل أخته على خلفية الشرف من حكم مخفف بينما إن رأت الفتاة أخاها في وضع مخل وقتلته فحكمها الإعدام..!
أحاول هنا أن أصرخ في اذن مجتمعنا عله يصحو من سباته ويتوقف عن التفاخر بالاعتزاز النسبي بشرفه المرتبط بالنساء دون الرجال،فلو كان هناك خبر يقول "فتاه تقتل شقيقها" لغسل عار العائلة،غالباً ما سيصنّف هذا الخبر ضمن الأخبار الطريفة،أو سيصبح فكرة ملهمة للمسلسلات والقفشات الكوميدية.
أقترح أن نراجع أنفسنا جيداً وأن نقرأ ملياً في ديننا،وأن نعي أننا في مجتمعنا مازلنا نؤيد الأقوى على حساب الأضعف ونكيل بمكيالين،لست أدعو لترك النساء لعمل ما يحلو لهن دون حساب أو عقاب وبنفس الوقت أرى أننا يجب أن نحاسب الرجال بحيث يتحملون عواقب أفعالهم.
*نشرت في مجلة هدف
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment