Monday, 20 February 2012
أربع قصص في فيلم*
بقلم :لنا حجازي
فيلم المحجوبة فيلم يتناول قضية حرمان النساء من ميراثهن،الفيلم من إخراج "إعتماد وشح"ويتناول قصة أربع نساء لكل منهن قصة مختلفة مع الميراث.
والقصص الأربعة قصص تتكرر في مجتمعنا الفلسطيني باسماء وشخصيات مختلفة ..
فالقصة الأولى هي قصة"زوجة الشهيد"والسيدة التي يعرض قصتها الفيلم هي سيدة في مقتبل العمر استشهد زوجها،وتركها واولادها يعانون من قسوة أهله،الذين انقلبت معاملتهم معها بعد استشهاده.
حيث سعت الأسرة إلى السيطرة على كل الاموال التي قد تحصل عليها زوجة ابنهم واطفالها،وفي أحد الأيام جاء أخو زوجها واصطحبها إلى مكان لم يحددها له ،ووجدت أنه أخذها إلى البنك حتى تقوم بعمل وكالة له باستلام الراتب الشهري الخاص بزوجها الشهيد،وفعلاً تم ما أراد،واصبحت تأخذ مصروفها ومصروف أولادها من أم زوجها التي كانت تعطيها 50 شيكل أسبوعياً،وإن طلبت أكثر كانت تواجه بالرفض والتعزير.
ووصل بأهل زوجها الأمر إلى منعها من الخروج،وحين أصرت على طلب حقها في مال زوجها،طردوها من المنزل مع أولادها،حيث اتجهت إلى منزل أهلها،وهناك ألغت توكيل البنك،مما تسبب لها بالعديد من المشكلات مع أهل الزوج،ولكنها استطاعت في النهاية أن تتحكم في مصدر رزقهاورزق أطفالها دون الحاجة إلى وصاية من أحد.
أما القصة الثانية التي يعرضها الفيلم فهي قصة لسيدة مطلقة،اوصى لها والدها بنصيبها من الأرث لكن إخوتها وأبناء عمها،لم يتركوها تأخذ حقها،وحرّموا عليها الوصول إلى أرضها وقاموا ببيعها.
حاولت الذهاب لمحامي وحين تحدثت له عن قضيتها،اخبرها أن أتعاب هذه القضية تصل إلى عشرة آلآف دينار،وهو مبلغ ليس بقليل وغير متوفر معها،فاضطرت أن تسلّم بالأمر الواقع.
هذه السيدة تعاني من الفقر وأولاها لا يتواصلون معها بعد طلاقها..وهي تقول:"لا أحتمل أن أرى أناس آخرين في أرضي،والخير فيها...لذا أغيّر الطريق...حتى لا أراها..لقد أصابتني أمراض عدة لأني حزينة جداً على فقدان أرضي..فأنا أبكي عليها..كما تبكي أم على ولدها الشهيد.."
القصة الثالثة هي قصة سيدة ،قام أخوتها الثلاثة بتزوير أوراق الإرث حتى يسيطروا على حقها ويدعوا أن أباهم باعهم الأرض،هي سيدة متزوجة منذ 35 عاماً،وقد تضرر منزلها نتيجة قذائف اسرائيلية،وهي غير قادرة على إصلاحه.
هذه السيدة رفعت قضية ضد إخوتها في المحكمة ،وقد طلبوا منها أن تتنازل،ولكنها تقول أنهم لو أعطوها حقها منذ البداية لما كانت اضطرت لرفع هذه القضية ضدهم.
وتتمنى أن تعود لها أرضها،حتى تتمكن من تضمينها وإصلاح بيتها.
أما الحالة الرابعة والأخيرة التي يعرضها الفيلم،فهي حالة لسيدتين مسنتين،حرمهم أقاربهم من الزواج حتى يتمكنوا من السيطرة على الإرث بسهولة.
وتذكر السيدتين بتحسر أن أقاربهم كانوا يعترضوا كل من كان يتقدم لخطبتهما مدعين رغبتهم في تزويج السيدتين لأبناءهم،واستمر الحال على ذلك حتى كبرت الفتيات ولم يتزوجهم أحد.
وبعدها قام الأقارب ببيع الأراضي والاستيلاء على الأموال.
تنظر إحدى السيدتين في المرآة متحسرة على ضياع الشباب وعلى الفقر الذي يخيم عليها،بالرغم من وجود أملاك وأراضي كثيرة كان من المفترض أن تحميها من الفقر.
هذه القصص الأربعة ليست سوى أمثلة بسيطة تتكرر بشكل كبير في مجتمعنا،إنها النماذج المصغرة لزوجات الشهداء اللواتي يحرمن من حقوقهن ومن اطفالهن في كثير من الأحيان،كوسيلة للمساومة،وفي أحيان أخرى يجبرن على الزواج من إخوة أزواجهن،حتى يتمكن من البقاء مع أطفالهن،والحفاظ على مصدر رزقهن.
أو نماذج مصغرة للسيدات اللواتي يسرقهن أخوتهن وأقاربهن في عقر ديارهن،بعد أن كان من المفترض أن يكون هؤلاء هم السند وقت الشدة.
أو نماذج للسيدات اللواتي يحرمن من الزواج حتى لا يخرج الارث عن إطار العائلة،ويبقى باستطاعة ذكور العائلة أن يتصرفوا بالاملاك كما يشاؤون،دون أدنى إحترام لإنسانية هؤلاء السيدات ورغباتهن.
من حق هؤلاء النساء أن تكون حياتهم أفضل ومن حقهن أن يجدوا من المجتمع والقانون المساندة للحصول على حقوقهن،وأن لا تموت هذه السيدات ومازالت قضاياهن في أروقة المحاكم يتجذبها هذا وذاك...
ختام هذه القصص يكمن في جملة واحدة:لن يأخذ أيٌ منهم على قبره أي شيء من هذه الأموال وهذه الأملاك،لكن الحق لا يضيع أبداً.
*نشرت في مجلة هدف
*الصورة مأخوذة من الفيلم
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment