Monday, 20 February 2012

أوجاع على الطائرة


بقلم :لنا حجازي

لم يكن يخطر ببالي أن كل هذه الأوجاع ستراودني لمجرد أني حجزت طائرة تتوقف في الأردن لساعات قبل أن تستكمل مسيرتها.
كان مزعجاً لي أني لم أتمكن من إيجاد طائرة تأخذني إلى وجهتي مباشرة دون توقف،ولكن بمجرد أن صعدت الطائرة الأردنية منطلقة من القاهرة بعد رحلة مضنية على معبر رفح،بدأت أفكر"أنا ذاهبة الآن إلى الأردن وسأنتظر لمدة11 ساعة قبل إنطلاق طائرتي مرة أخرى،ألا أستطيع الذهاب إلى الضفة لزيارة أهلى ورؤيتهم ولو لساعة".

ولأني كنت أعرف الجواب مسبقاً بدأت في الهلوسة...
الراكب الجالس بجانبي كان ذو سلطة ما،كما بدا عليه خلال حديثه،لم أتوانَ في إخباره أني لم أرى أهلى منذ ثلاث سنوات وها أنا مقبلة على الرابعة،وهم الآن في الضفة على بعد خطوات مني...كنت أتمنى أن يخبرني أنه يستطيع المساعدة أو أي شيء من هذا القبيل..لكن الشيء الوحيد الذي قاله:"كان يجدر بهم القدوم إلى الأردن لرؤيتك".

انتهت قصتي الحزينة مع هذا الراكب بمجرد نزولي من الطائرة،ولكن المصادفة أبت إلا أن تذكرني بمأساتي،فموظفي المطار الأردني حجزوا جواز سفري عندما علموا اني من غزة وأخبروني أنهم سيسلموه لي في الصباح الباكر عند موعد إقلاع الطائرة..فكرت قليلاً:"لمَ يفعلون ذلك؟".وكان الجواب حتى لا أفكر بالذهاب إلى الجسر وأحاول الدخول إلى الضفة،أليس كذلك؟"

وعند ذهابي لفندق المطار كان العلم الأردني يرفرف بالخارج..هنيئاً للأردن عَلَمها،ولكن لماذا يشبه علمهم العلم الفلسطيني لهذا الحد...تخيلت أني يوماً ما سأتمكن من رؤية علمي يرفرف فوق مطار فلسطيني حر،لا تحده المخاوف من كل الاتجاهات ولا يتعرض للتدمير كما حدث مع مطار غزة الذي أصبح أثراً بعد عين.

عندما جاء موعد إقلاع الطائرة في الصباح كانت المفاجأة التي أجبرتني على البكاء،كان خط سير الطائرة يمر من فوق فلسطين،رأيت نهر الأردن ورأيت ساحل فلسطين الشمالي،وحقدت على الغيوم التي حرمتني رؤية ما تبقى..
واسم غزة -المحرومة من الطائرات المدنية والمفعمة بالطيران العسكري في سماءها- كان هناك على شاشة الطائرة ليس بعيداً عن خط الرحلة..

No comments:

Post a Comment