Tuesday, 5 April 2011
لا مكان للديكاتورية في ظل العولمة
مقال:لنا حجازي
تحاول العديد من الدول أن تنأى بنفسها بعيداً عن العولمة،ظانة أن ذلك مازال بالامكان...
ويرجع الخوف من العولمة لدى العديد من الدول إلى أسباب تتعلق بنظام الحكم فيها الذي غالباً ما يكون دكتاتوري يتبع سياسة تكميم الأفواه ،وهذا ما يصعب تطبيقه في ظل وجود العولمة وكل وسائل الاتصال المتاحة في ظلها.
لكن الحقيقة أن العولمة فرضت نفسها على العالم بحسناتها وسيئاتها وبات من المستحيل الهرب منها.
فوسائل الاتصال الحديثة هيأت للعولمة أرضاً خصبة للنمو والتطور والانتشار والوصول إلى أبعد المناطق في العالم،خاصة مع وجود الانترنت الذي فتح أبواباً واسعة للأفراد للتحدث مباشرة إلى العالم دون الحاجة إلى واسطة الحكومة.
بل و يستطيع الأفراد اليوم كشف فضائح تتعلق بحكوماتهم بابسط الوسائل الالكترونية التي باتت اليوم متاحة لدى اغلب الاشخاص،مثل ما حدث بقضية الفتاة الايرانية(نداء) التي قتلت خلال المظاهرات بايران،وقضية السيارة الدبلوماسية التي هاجمت المتظاهرين بميدان التحرير في مصر...
في ظل المعطيات السابقة... لما مازالت العديد من الدول تحارب العولمة با لرغم من أن بامكانها الاستفادة من مميزاتها حيث يمكنها أن تصبح أكثر تناغماً مع شعوبها خاصة الجيل الصاعد منها؟
كما يمكنها أن تستخم العولمة في نشر ثقافتها و تدعيمها على مستوى العالم بدلاً من الوقوف في وجه التياروالسماح للثقافات الاجنبية أن تأخذ مكان الهوية الثقافة المحلية الآخذة في الاندثار والتدهور.
لم تعد الدكاتورية أمر يمكن أخفاءه أو التظاهر بعكسه،فقد اصبحت اليوم كل الأوراق مكشوفة في ظل عصر العولمة والاتصال،وبات من الافضل لتلك الحكومات أن تراجع نفسها بدلاً من أن ترضى بنشر فضائحها اليومية على شبكة الانترنت ،على مرأى ومسمع من العالم.
راب في غزة
لنا حجازي-2010
راب في غزة... يشعر البعض أن هاتين الكلمتين متناقضتين،راب وغزة،بالرغم من أن الراب هو مجرد فن غنائي بدأ يروج خلال السنوات القليلة الماضية بين مجموعة من الشبان الغزيين الذين وجدوا فيه منفذاً للتعبير عن كل ما يجول في خاطرهم من أفكار وأحاسيس مرتبطة بشكل اساسي بالوضع السياسي والأقتصادي .
يقول جودت شبلاق احد افراد فرقة انتفاضة للراب:"قبل أن أدخل مجال الراب ظننت أنه عبارة عن شبان يتقافزون ويرتدون سراويل قصيرة ويضعون قلائد،حتى سمعت أغنية اعجبتني كثيراً، فبدأت محاولات الكتابة لأغاني الراب حتى نجحت في ذلك".
ويهتم المنتسبون إلى الراب في غزة بالقضية الفلسطينية بشكل أساسي،وينعكس ذلك في معظم اغانيهم حيث أنك نادراً ما تجد أغنية تتناول الهموم العادية لأي شاب،و خالد ابو دية من فرقة (نكست) يقول بهذا الصدد"بالنسبة لي كشاب فلسطيني فإن الراب يعني لي الحديث عن القضية الأساسية وهي قضية فلسطين".
واسم نكست (Next)هنا والتي تعني (التالي) بالانجليزية تم اختيارها كاسم لهذا الفريق للدلالة على أن الوقت حان للتغير و أن لا مجال للتأخير.
هؤلاء الشبان الذين يتمتعون بحس عال من الفكاهة وحب الحياة مازالوا يعتمدون على أنفسهم في الأغلب لتمويل اغانيهم وانشطتهم،ويقوم العديد منهم بتسجيل الأغاني داخل منازلهم معتمدين على اجهزة حاسوب عادية وبالاستعانة بموسيقا من الانترنت لعجزهم عن تحمل تكاليف التأليف الموسيقي.
يقول عزيز السقا من فرقة سولجرزباند(Solders band):"تواجهنا صعوبات كثيرة أولها أنه لا يوجد تقبل للراب داخل غزة والكثير من الأشخاص يظنون أننا نقلد الغرب تقليداً أعمى وهذا غير صحيح فنحن نوظف الراب لخدمة مجتمعنا"،أما منعم عوض من فرقة دارك تايمزفيقول:"الراب طريقة نوصل بها رسالتنا لكل العالم وما تراه أعيننا نغنيه على المايك".
مقهى بباي في غزة هو المكان الأثير لأغلب فرق الراب،ويجتمع الشبان في هذا المقهى لقضاء أوقات فراغهم والتحدث عن خططهم المستقبلية والتفكير في أغانيهم القادمة،كما أن المنافسة محمومة بين الفرق،ولعل ذلك ظهر جلياً في المسابقات التي عقدت خلال السنوات الماضية بين الفرق،فقد سعى كل فريق إلى اثبات جدارته في الحصول على المرتبة الأولى.
يقول ايمن شاهين من فرقة بيس (Peace)عن الراب:"مفهوم الراب العربي لكل شاب فلسطيني مفهوم جديد لم يعيه الجميع بعد،فالورقة والقلم عبارة عن سلاح لنا كجيل جديد،والراب يمثل للأشحاص العاديين موضة ستنمحي مع الوقت لكنه يمثل لنا أكثر من ذلك".
دارك تايمز،سولجرزباند،انتفاضة،نكست،درج...هذه اسماء لفرق راب من غزة وجميعهم مازالوا ينتظرون أن يحصلوا على فرصتهم الحقيقية في هذا المجال،وتحقيق هدفهم الرئيسي وهو لفت انظار العالم الى معاناة شعبهم بلغة يفهمها العالم.
Sunday, 3 April 2011
شيخ الوحدة:أعلام الأحزاب مجتمعة تشكل قوس قزح*
يحمل قضيته على كتفيه و يتجول في كل مكان يمكن أن تصل فيه رسالته لأحد ما،لا يهمه إن كان البعض سيقولون عنه مجنون أم مريض نفسي أم مهرج وما إلى ذلك من الكلمات التي يسمعها يومياً من ألسنة المارة،فهو قد آمن بقضيته ، و لم يعد يحتمل أن يقف مكتوف اليدين أمام كل ما يجري.
فمنذ أول أيام أحداث الانقسام الداخلي في حزيران 2006 ،رفض ياسر محسين"أبو عمر" بشكل كلي أن يكون طرفاً بأي حزب وكان يحمل رايات الأحزاب جميعاً بيديه على الرغم من رفض الكثيرين لذلك و تعرضه للمهاجمة،البعض يسألونه كيف تحمل رايات الشيوعية مع رايات الإسلام مع رايات العلمانية ، فيجيبهم بكل إيمان إن الدين لله و الوطن للجميع.
وعن بداية هذه الرحلة يقول أبو عمر أنه بينما كان نائماً وجد نفسه يحلم بقوس قزح ،اجتهد كثيراً في تفسير هذا الحلم حتى وصل إلى تفسير أن قوس القزح هذا هو أعلام الأحزاب الفلسطينية مجتمعة فقرر أن يخيط كل رايات الأحزاب و يلبسها شالاً على كتفيه.
ذهب إلى أصحاب القرار في الأحزاب، منهم من وافق على وضع علمه على هذا الشال و منهم من رفض،فجمع الأعلام الموافقه و ذهب إلى احد الخياطين ليساعده في جمعها سوياً معاً لكن الخياط رفض بسبب نظرات الناس من حوله،فعاد أبو عمر للمنزل وحاول خياطتها بنفسه، لكن الخياطة اليدوية كانت تسمح بوجود فجوات بين الأعلام وأبو عمر أراد أن تكون الأحزاب متماسكة و متوحدة من دون فجوات، فذهب إلى خياط آخر واصطحب معه الورقة التي عليها توقيع الأحزاب الموافقة حتى رضي الخياط بحياكة الأعلام سوياُ.
إذاً فهو الآن رجل يتجول في ساحات المدينة المنقسمة على نفسها يحمل على ظهره أعلام كل الأحزاب المتقاتلة وغير المتقاتلة ،الإسلامية و العلمانية و الشيوعية،في أكثر أيام هذه المدينة دموية و حزناً ،أيام حزيران 2006.
ويستذكر "أبو عمر"هذه الأيام قائلاً إنه كان متابعاً حثيثاً للإذاعات المحلية ،لا يلبث أن يعرف أن في مكان ما يحدث اشتباك حتى يكون هو ومن ارتضى منهجه من لجنة الوحدة الوطنية والإسلامية في المكان،وذلك في محاولة لصنع دروع بشرية للفض بين المقتتلين.
و عن مرة أخرى يقول أن خبراً انتشر لدى عائلته أنه مات وذلك حين رآه أحد أفراد العائلة ممداً على الأرض قرب موقع يجري فيه اشتباك شرس بين فتح و حماس.
في الحقيقة لم يكن "شيخ الوحدة"ميتاً و لكنه في تلك اللحظة أو في ذلك اليوم الممتد من الساعة العاشرة صباحاً حتى آذان المغرب لم يكن قادراً على القيام بأي حركة نظراً لشدة الاشتباك. وللتسجيل فقط ،كان ذلك في السادس و العشرين من شهر رمضان2006.
و في مرات أخرى كان أبو عمر و من معه يخرجون في مسيرات لوقف القتال يساعدون فيها من يريد الانسحاب من المعارك الدائرة و يخرجون العائلات من مناطق الاشتباك ،كما كانوا يقومون بنقل الجرحى و المصابين.
و يتحدث أبو عمر عن لجنة الوحدة الوطنية و الإسلامية قائلاً أن اللجنة تضم كل شخص يرغب بالوحدة بشكل حقيقي و ترفض كل من يُنبأ خطابه أنه يشجع حزباً ما على حساب آخر.
كما يواجهه يومياً سؤالاً واحداً يتكرر على الأقل سبع مرات على ألسنة أشخاص مختلفين"إلى أي حزب تنتمي؟" فيجيب شيخ الوحدة"ألا يمكن أن أكون فلسطينياً فقط؟!".
وبالنسبة لردة فعل المجتمع و السياسيين على الدور الذي يقوم به فقد تعرض أبو عمر للتحقيق والسجن و تصله العديد من رسائل التهديد تحوي عبارات مثل:"ودع أهلك اليوم"،"أنت شكلك مستبيع"،"نحن بنعرف كيف ندبرك"،"أنت آخرتك مرمي في منطقة مقطوعة".
بالمقابل فالعديد من الناس يشدون على يديه و يشجعونه على المضي قدماًَ،ويتمنون له التوفيق.
رجل الوحدة يشكو من عدم تواصل الجهات الرسمية و الأحزاب بشكل رسمي و اكتفاءهم بالكلام المعسول .
و عمله لا يقتصر على الأحزاب فقد كان له دورٌ في وقت الخلافات بين عائلتي المصري والكفارنة حين طلبت منه أمه الذهاب إلى هناك بالرغم من إطلاق الرصاص المتبادل بين العائلتين قائلة له:"ماذا تفعل هنا،اذهب هناك و قل كلمة خير".
و في رد على سؤال لنا قال شيخ الوحدة أن أقصى أمانيه رؤية الزهور توزع بين أبناء شعبه بدلاً من الرصاص و الدم،زهوراً يشارك هو في توزيعها....
*نشر بوكالة معاً بتاريخ 19-10-2009
التحرش الجنسي..نار تحت الرماد
لنا حجازي
غزة-هدف-التحرش الجنسي بالمرأة في العمل ،أمرٌ ليس منقرضاً في مجتمعنا كما قد يظن البعض...
فهو موجود...ولست أبالغ إن قلت أنه يحدث يومياً في مؤسساتنا..ولكن الذي يصلنا عنه قليل.
فالمرأة ضحية التحرش الجنسي غالباً ما تتجنب الإفصاح عما يحدث معها إما نتيجة خوف أو خجل أو جهل.
فالعديد من النساء اللاتي يتعرضن لمثل هذه الحوادث يقعن فريسة الخوف من فقد الوظيفة أو من ظلم المجتمع،بينما مازالت أخريات على خجل من أن يتحدثن في أمور مشابهة نتيجة لطريقة التربية التي نشأن عليها.
أما النوع الثالث وهو الأسوأ بين النساء،أولئك اللاتي يتعرضن للتحرش الجنسي ولا يعلمن ذلك،خاصة عندما يكون التحرش لفظياً.
ولو عدنا للحديث عن أسباب هذا التصرف من جانب المعتدي نجد أنه غالباً ما يفعل ذلك،لشعوره أن منصبه وعلاقاته ستحميه،خاصة إذا كان فرداً ضمن شبكه من الفاسدين أمثاله.
كثيراً ما يستغل المتحرش حاجة المرأة للوظيفة،خاصة اذا علم أنها لا تستطيع التخلي عن وظيفتها.
من هنا تبدأ التحرشات بالعديد من النساء،حيث تظهر في مقابلات العمل...حيث يدعي المتحرش أنه يسأل المرأة عن أشياء معينه لمعرفة قدرتها على تحمل الضغط والصبر خلال العمل..!
فيسألها مثلاً:"إن طلب منك مديرك أو الزبون قبلة ،فماذا تفعلين؟"،وبعد السؤال يبدأ المتحرش بتحليل شخصية المرأة،هل ارتبكت بعد السؤال؟،أم كان رفضها لهذا التصرف واضحاً وقوياً ،بعدها يختار الضحية التي تناسبه "للعمل معه".
بالاضافة إلى أن النساء اللاتي يبدأن بوظيفة جديدة يكن أيضاً معرضات بشكل كبير للوقوع بهذه المشكلة،حيث يستغل عدد من ضعاف النفوس عدم خبرة المرأة المتوظفة حديثاً،ويحاولون أن يقوموا بتحجيمها وإشعارها أن قدراتها وحدها لا تؤهلها لأن تبقى في وظيفتها،وأن عليها تقبل تحرشاتهم بها حتى يساعدوها في أن تكون قوية في عملها..!
وهنا تقع المرأة في حيرة من أمرها فإما أن تتقدم بشكوى ضد من قاموا بالاساءة إليها،أو أن عليها أن تصمت "خوفاً من الفضيحة"..أو من فقدان عملها.
ومصطلح "خوفاً من الفضيحة"هنا،هو مصطلح يصف ما يحدث مع بعض النساء اللواتي يفصحن عما حدث معهن،حيث تنقلب المرأة فجأة من ضحية إلى مجرمة،ويتم التشهير بها بشكل أو بآخر.
حيث ترفض العديد من مجتمعاتنا تصريح المرأة بمثل هذه الأشياء،حتى لو كان السكوت يعني أن تستمر عملية التحرش بها،والتي يمكن أن تتطور إلى اغتصاب في لحظة من اللحظات.
على الجانب الآخر،ما الذي يحدث داخل العمل،بعد تصريح المرأة بأنها تعرضت للتحرش؟
الكثير من أماكن العمل ترفض أن تصدق المرأة،وتطلب منها أن تغلق فمها حتى لا تسيء إلى سمعة المكان..!
واقصى إجراء يمكن أن تتخذه هو نقل المرأة من فرع إلى آخر أو من مكتب إلى آخر.
وهذا ما حدث مع إحدى موظفات مؤسسة كبيرة في غزة،بعد أن تقدمت هذه السيدة بالشكوى ضد مديرها الذي اراد أن يمسك بيدها دون رغبة منها،بعد سلسلة طويلة من تحرشه لفظياً بها.
كانت ردة فعل الادارة العليا أن طلبت منها أن تأخذ إجازة لمدة شهر من دون راتب،وحين عادت إلى العمل ،اُتهمت بالتبلي على الرجل"المسكين"بالرغم من وجود شاهد بالقضية،كما تم نقلها إلى مرتبة أدنى من التي كانت عليها،وطلب منها أن لا تتحدث عن الموضوع أبداً ،وإلا لن ترى خيراً بعد ذلك.
السيدة صاحبة الحالة السابقة،وجدت دعماً من زوجها،وهو الذي شجعها على أن تتقدم بالشكوى،في حين أن الكثيرات غيرها،لم يتمكن من اطلاع أزواجهن واسرهن على ما يحدث معهن،خشية من أن يتحول الظلم إلى ظلمين...ظلم في العمل وظلم داخل المنزل.
أما عن أشكال التحرش فهي كثيرة،وهي تنطلق من نوعين اساسيين(لفظي وجسدي).
ويتجسد هذان النوعان بأشكال عدة،سواء أكانت بالنظرات أو بالألفاظ الخادشة للحياءأو باللمس.
أما عن الأمثلة في مجتمعنا،فقد وجدت حالات تحرش جنسي واضحة في بعض أماكن العمل،وكانت الموظفات يجرأن على الشكوى فيما بينهن،لكنهن لم يملكن الشجاعة أبداً للتحدث لأمام الجميع،مطالبات بحقهن بالقصاص.
فهذا المدير لا ينفك يشتم بألفاظ بذيئة تخدش الحياء، وآخر حين تأتي الموظفة إلى مكتبه لعمل ما،يقوم بإغلاق باب مكتبه دون أي حاجة لذلك ويبدأ بمحاصرتها بنظراته،وآخر يربت على أكتاف الموظفات،وآخر يستمع إلى نكات جنسية أمامهن.
كل هذه الأنواع موجودة في مجتمعنا،ومازالت تشكل إزعاجاً يومياً للنساء في أماكن عملهن،فمتى تتحرر النساء من قيود الخجل والخوف؟،ومتى يقف المجتمع والقانون بجانبهن ليحميهن من هذا الظلم؟.
بعض الصحافة كبيع الخضار!
لنا حجازي/PNN/غزة/خاص- حين تكون مالك لمحل لبيع الخضراوات،يصح لك ان تطلب من ابنك او صديقك ومن أي أحد،أن يقف مكانك في المحل ويبيع، ولكن في النهاية يبقى المحل باسمك...
هكذا يتعامل بعض من يطلق عليهم لقب "صحافيين"في مدينة غزة مع مهنة الصحافة، حيث يطلبون من أشخاص آخرين أن يكتبوا لهم تقاريرهم وتحقيقاتهم وأخبارهم، وفي النهاية يضعون اسماءهم على هذه الأعمال الصحفية.
والغريب بالأمر أن بعض هؤلاء هم اشخاص لهم اسماء معروفة في عالم الصحافة ..وممن يغضبون لها اذا انتهكت حقوقها..أفلا يُعتبر ما يقومون به من أفضع الأنتهاكات للصحافة ومصداقيتها؟
والأغرب من ذلك..أولئك الأشخاص الذين يرتضون لأنفسهم أن يضيع جهدهم سدى،مع العلم أن بعضاً منهم لا يتقاضون أجراً على ذلك،وإنما هم صحافيون ناشئون،يقومون بهذ العمل تحت عنوان "التدريب"..!
الصحافة لا تسمح لي بنشر اسماء هؤلاء الأشخاص، ولكن يبقى الأمل أن يقرؤا هذا التقرير، فإن لم يشعروا بالخجل، علهم يتحسسون مقاعدهم،ويخشون على فقدان وظائفهم..
أحمد هو أحد الصحافيين الناشئين الذين خاضوا تجربة العمل تحت سلطان "قراصنة الصحافة" كما يحلو له وصفهم...
يقول أحمد:"حين ذهبت للتدريب عند هذا القرصان كنت اعلم انه يأخذ التقارير ممن يتدربون في مكتبه ويضع اسمه عليها واحياناً يغير بعض الشيء من صياغتها..ولكني كنت بين خياريين احلاهما مر ،وهما إما أن ابقى في المنزل وإما أن ابحث عن التدريب في مكان ما إلى حين أن تصح لي فرصة عمل،مع العلم أني تدربت في أماكن أخرى قبل ذلك.."
ويضيف احمد:"حالة اليأس من الواقع الموجود وقلة الفرص بالاضافة الى اعتماد التوظيف على الواسطة والمحسوبية هو ما دفع بي إلى أتون هذا الرجل،ولكني حين بدأت بالعمل عنده تحت اسم التدريب وأخذت أرى عملي يسرق مني أمام عيني شعرت بغضب وحزن شديدين..وندمت على مجيئي إليه".
وفي وصف ليوم عمل في مكتب هذا القرصان يقول أحمد:"حين اذهب الى مكتبه نختار المواضيع التي سأكتب عنها،ثم يذهب هو لقضاء بعض مصالحه الشخصية،ثم يعود ليرى ماذا انجزت،فيأخذ الموضوع ويضع اسمه عليه،وفي بعض الأحيان يجري بعض العديلات،ثم ينشره.."
أحمد ليس وحده في هذا المضمار فهناك العديد من الشبان الآخريين الذين يقومون بنفس هذه الأعمال..منهم محمد الذي تخرج هذ العام من الجامعة وخاض نفس التجربة..
ويؤكد محمد أن الأمر لا يقف عند مجرد القرصنة و إنما يتعداه إلى امور أخرى،فمثلاً احد القراصنة يتعامل مع احد المزوريين،حيث يرسل القرصان الموضوع الصحفي إلى المزور الذي يغير ملامح الموضوع تماماً ويصدر عنه عدة نسخ مزورة تختلف كل واحدة منها عن الأخرى ويعيدها إلى القرصان الذي يرسل هذه المواضيع إلى عدد من الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية..
ويتحدث محمد بسخرية عن هذا ،قائلاً:"في الجامعة كنا نتعلم أن الصحافة مصداقية ودقة ونزاهة...ولكن الذي أراه اليوم على أرض الواقع هوغير ذلك..كانوا يطلبون منا أن نثبت انفسنا حتى نجد لنا مكاناً في عالم الصحافة..لكني لم أكن أعلم أن معنى أن تثبت نفسك هو أن تسرق وتخدع وتزور."
ويؤكد محمد أنه طلب وضع اسمه على مواضيعه،لكن رد القرصان كان:"إلعب بالمقصص،لحد ما يجيك الطيار"،وعندما يأتي الطيار لمحمد-وذلك إن أتى- يكون القرصان وجد له ضحية جديدة،وهكذا دواليك..
والحقيقة أن الأمر لا يخلو من وقوع القراصنة في مشاكل في بعض الأحيان،فمثلاً قام أحد "المتدربين" بكتابة موضوع كان يلزمه مقابلة مع أحد السياسيين،فقام بأخذ المقابلة من زميل له يعمل في مؤسسة أخرى، أجرى مقابلة حول نفس الموضوع.
وبعد أن أخذ القرصان الغنيمة من "المتدرب"وضع اسمه على الموضوع،فما كان من السياسي إلا أن انكر أن يكون هذا الشخص أجرى معه هذه المقابلة..!
أحمد ومحمد يبديان ندمهما على دخول هذه التجربة..ويؤكدان أنها أفسدت عليهما الكثير وقتلت فيهما براءة الصحافة ... هذا بالنسبة لهما..ومثلهم آخريين..
أما بالنسبة للقرصان فمازال ينعم بالغنائم مثلما كان العجوز البخيل "فاغن" ينعم بالغنائم التي يأتي بها إليه صبيته..في قصة"اوليفر توست".
Tuesday, 29 March 2011
ذوات الإعاقة...العمل حق ضائع
تقرير:لنا حجازي
حق العمل،هو ليس مجرد حق وإنما هو حاجة ايضاً في كثير من الأحيان،والأمر هنا ليس متعلق بالجانب المادي فقط على الرغم من أهميته ،ولكنه متعلق بالجانب النفسي أيضاً.
فنحن بحاجة لأن نعمل وتكون لنا وظيفة حتى نشعر بأنّا منتجيين وأنّا قادريين على إحداث تغيير في المجتمع..
هذا الأمر ينطبق على كل فئات المجتمع بمن فيهم اصحاب الاحتياجات الخاصة،وبالتحديد أولئك الذين لا تقف إعاقتهم سداً في وجه أن تكون لهم وظيفتهم وعملهم الخاص بهم..
والأمثلة كثيرة في فلسطين والعالم ،بل إن النماذج الموجودة بلغت في إبداعها حد الخيال،فهناك اشخاص مبدعون اصيبوا بشلل رباعي ولكنهم يحركون العالم من حولهم عن طريق اللسان أو الشفتين،وهناك اشخاص مبتوري الأيدي يستخدمون أرجلهم في عمل كل ما يحتاجون،وهناك أشخاص مقعدون حصلوا على ميداليات رياضية عالمية...وهذا كله يصب في مجرى واحد وهو أن الإعاقة الجسدية أفضل بكثير من الإعاقة الروحية والنفسية التي يعاني منها الكثيرون في عالمنا...
في هذا السياق قمنا باعداد هذا التقرير حول حق العمل للسيدات ذوات الاحتياجات الخاصة،والسؤال المطروح هنا،هل وضع حق العمل في قطاع غزة بالنسبة لذوات الاحتياجات الخاصة مقبول؟!
لقاءنا الأول كان مع السيدة فاطمة الغصين،مديرة العلاقات العامة وبرنامج الحماية الانسانية في المركز الوطني للتأهيل المجتمعي.
تقول السيدة فاطمة :"فرص السيدات بالعمل إجمالاً أقل من فرص الرجال،فما بالك بالفتيات المعاقات
حتى لو كانت السيدة المعاقة ذات مؤهل علمي وذات كفاءة؟
بالاضافة إلى أن هناك معايير ليس لها علاقة بالكفاءة وهي معايير غير مذكورة وهي تتعلق بالنظرة للمرأة على أنها أثنى وليس على أنها إنسانة."
وتؤكد الغصين أن نسبة 5% والتي ينص عليها القانون كنسبة لتمثيل المعاقين في سوق العمل غير منفذة في أي من المؤسسات الحكومية أو الأهلية،ولا حتى مؤسسات تأهيل المعاقين نفسها.
وعن أسباب حرم المعاقات حقهم في العمل ،تقول الغصين أن هناك مشكلة في ثقافة المؤسسات ووعيها بحقوق المعاقات،بالاضافة إلى أن المؤسسات نفسها غير مؤهلة لاستقبال المعاقين،حيث تقع المؤسسة مثلاً على الطابق الثالث بدون وجود مصعد،مما يجعل وصول المعاقين للمؤسسة صعباً وغير ذلك من الأمثلة،وذلك بالرغم من وجود تحسين للمرافق لجعلها ملائمة لاستخدام المعاقين ولكن هذا التحسين لا يساوي نقطة في بحر،فمشكلة المرافق تمتد من منزل أسرة المعاقة،مروراً بأماكن التعليم والعلاج والترفيه وصولاً إلى مكان العمل.
وتلفت الغصين النظر إلى أن الأدوات الخاصة بالمعاقين سريعاً ما تتلف بسبب المشاكل الخاصة بالبنية التحتية في قطاع غزة حيث أن أغلب الشوارع في وضع يرثى له،مما يسبب إحباط وعبء مادي على المعاق،وعلى أسرته، وتضيف أن هناك تراجع ملحوظ في حجم المساعدات المقدمة للمعاقين في قطاع غزة على كافة الأصعدة.
داعية كافة المؤسسات إلى أخذ احتياجات المعاقين بعين الاعتبار عند وضع الخطط السنوية لهذه المؤسسات،لأن شريحة المعاقين شريحة كبيرة ومن المخزي أن لا يكون لهم دور فعال في المجتمع.
أما سوسن الخليلي،امين سر الاتحاد العام للمعاقين ونائب رئيس نادي السلام للمعاقين،والتي
تعاني من إعاقة قصر القامة بالاضافة إلى إعاقة حركية.
والتي شاركت بالعديد من البطولات الرياضية وحصلت على المركز الأول في تنس الطاولة عام 2009 وعلى المركز الأول في رمي القرص ودفع الجُلة عام 2010،كما وحصلت على جائزة فلسطين للتميز والابداع عن فئة المعاقيين للعام 2010،وهي عضو البرلمان الفلسطيني عن الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
تقول سوسن "بالنسبة لموضوع حق المعاقات بالعمل،أقول أن الوضع العام صعب على أبناء شعبنا من كلا الجنسين وفي كل الحالات،والمعاقون جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وهم يعانون ما يعاني مجتمعنا من حصار وإغلاقات وظروف سياسية صعبة".
أما بالنسبة لقانون المعاق رقم 4 لعام 1999 والذي ينص على عمل المعاقين في المؤسسات الحكومية و الغير حكومية بنسبة 5%،فترى سوسن أنه قانون غير منفذ ويعاني من الإهمال،واصبح الآن أصعب فأصعب خاصة بعد الانقسام حيث أصبح كل حزب يسعى إلى توظيف أنصاره وينسى المعاقين.
وتضيف:"وعلى الرغم من أن العديد من المعاقات عانين صعوبات في إكمال تعليمهن والوصول إلى الدرجة الجامعية ،وتجرعهن مرارة تجريح الناس لهن والتعليقات التي يطلقها الأطفال في الشوارع ،إلا أنهن مازلن فريسة للبطالة والإهمال".
أما بالنسبة للمرافق العامة تقول سوسن:"أنها تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات المعاقين،بالاضافة إلى عدم وجود مكان تثقيفي تدريبي ترفيهي يجمعهم ويوفر لهم فرصة لتنمية أنفسهم".
وبالنسبة للمساعدات التي تقدم من قبل الحكومة ،ترى سوسن أنها قليلة جداً ولا تكفي لسد الرمق حيث تُقدم مساعدة بقيمة 1000 شيكل للمعاق كل أربعة أشهر،وإذا كان أحد أفراد العائلة موظف يحرم المعاق من الحصول على هذه المساعدة.
وناشدت سوسن الجهات المعنية بوضع قرارات لإنهاء الانقسام الذي ساهم بشكل كبير في زيادة عدد المعاقين،مثلما يساهم الاحتلال بشكل كبير في ذلك.
ومن النماذج المشرفة أيضاً للمعاقات،في مجال العمل نجد مجدولين أحمد التي استطاعت أن تنهي دراستها الجامعية في مجال التأهيل،وهي على وشك أن تنهي دبلوم في علاج مشاكل الكلام والنطق.
فمجدولين هي معدة ومقدمة برامج في إذاعة فرسان الإرادة،و تتنقل بواسطة كرسي متحرك.
وتنتقد مجدولين عدم تطبيق نسبة 5% لتوظيف المعاقين،حيث تهمل اغلب المؤسسات هذا القانون.
وتقول مجدولين :"العمل لأي إنسان مهم جداً،وللانسان صاحب الاعاقة العمل بمثابة الأمل له"
كما تثني على نظرة المجتمع لعمل المعاق ،قائلة:"هناك نظرة إيجابية من المجتمع لعمل المعاق،لكن المشكلة هي في نظرة أرباب العمل،حيث يفضلون الأشخاص الأصحاء جسدياً على الاشخاص أصحاب الاعاقة،ولو وظفوا أحد المعاقين فهم يستغلونه مادياً من خلال تقديم أجور متدنية،وعلى الرغم من ذلك فهناك العديد من النماذج الناجحة للمعاقين في سوق العمل،ولي صديقات استطعن أن يثبتن أن الإعاقة لا تقف حائلاً دون النجاح في العمل".
أما صباح الفران وهي مقعدة لم تسعفها الظروف لإكمال تعليمها فتشتكي من غياب الرحمة عن قلوب الناس ،ونظرتهم السلبية التي قد تحمل الشفقة ولكنهم لا يسعون لمساعدة هذا الشخص المعاق لجعل حياته أفضل.
كما اشتكت من أن المبلغ الذي يدفع كل أربعة أشهر لبعض المعاقين هو مبلغ غير كافي لتوفير حياة كريمة للمعاق.
هناك الكثير من المشاكل التي تقف في وجه تحقيق العدالة لصاحبات الإعاقة في سوق العمل،إنطلاقاً من الوضع العام وارتفاع نسب البطالة ،مروراً بعدم تطبيق قانون العمل الخاص بالمعاقين وصولاً لنقص الإمكانيات وعدم ملاءمة المرافق.
هذا الموضوع بحاجة إلى البحث والتمحيص ومحاسبة المسؤولين عن التقصير،وبحاجة إلى جهد أكبر من صاحبات الاعاقة انفسهن للدفاع عن حقهن المسلوب وإبقاء قضيتهن على قيد الحياة.
Subscribe to:
Posts (Atom)